أكد فضل عبد الغني رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن ما يقوم به النظام السوري هو موسم صيد مفتوح ومستمر دون أي رادع منذ آذار/مارس 2011 وحتى الآن، حيث يستخدم الأسلحة العشوائية كالقنابل البرميلية في قصف مناطق سكنية ذات كثافة عالية، ما تسبب بمقتل عوائل بأكملها. وتجلى هذا واضحا في الشهر الماضي، حيث كانت المرة الأولى التي تتزايد فيها نسبة الضحايا من النساء والأطفال، وهي نسبة مرتفعة بشكل لا يمكن تصوره، فعادة في الحروب النظامية لا تزيد النسبة عن 2% من مجموع الضحايا ويعتبر ذلك مؤشرا لدى منظمات حقوق الإنسان، أما في سوريا فنحن نتحدث عن نسبة تتراوح بين 17% وحتى 51%.
ويضيف عبدالغني: «نحن دوما نقول إذا أصاب قصف النظام بالأسلحة عديمة التركيز هدفا عسكريا فهو على سبيل المصادفة فقط، ولا يمتلك أحد سلاح طيران غير النظام السوري».
وعن سبب ارتفاع نسبة الضحايا من النساء والأطفال في هذا الشهر أوضح عبدالغني أنه لا يوجد سبب واضح، إلا أنه عندما تخرج بعض المناطق عن سيطرة النظام السوري يمعن في القصف والإجرام فيها، على حد وصفه.
وأكد عبدالغني من خلال توثيقهم أنه لا يوجد مجال إطلاقا للمقارنة بين إجرام النظام والجهات الأخرى التي ترتكب جرائم ضد الإنسانية.
وتحدث عبد الغني عن بعض الصعوبات التي تواجه الشبكة في توثيقها، خاصة عندما تكون منطقة تقع تحت سيطرة قوات النظام مع ميليشيات أجنبية، والصعوبة تكمن هنا ليس في إحصاء الضحايا، بل في تمييز من القاتل. لكن هناك بعض المناطق التي تسيطر عليها هذه الميليشيات بشكل شبه كامل، كما في الزبداني التي يقاتل فيها حزب الله، وريف حلب الشرقي التي يقاتل فيها حزب الله بمساندة بعض الميليشيات. وأوضح عبدالغني أنه رغم الجهد المبذول في توثيق الضحايا إلا أنهم يواجهون عجزا في بعض المناطق نتيجة صعوبة الوصول إليها.