يقول مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني لـموقع تلفزيون سوريا،”من وجهة نظرنا كانت معركة السيطرة على الرقة هي الأعنف بسبب أهمية المحافظة لتنظيم الدولة الإسلامية حيث تعد أهم معاقله و رمزاً مهماً للتنظيم كونها أول محافظة خضعت لسيطرته ونظراً لموقعها الاستراتيجي الواصل بين المناطق الشمالية والشرقية، وهذا ما جعله يستميت للدفاع عنها وبالتالي كانت هجمات التحالف وقوات سوريا الديمقراطية أكثر عنفاً”.
ويضيف عبد الغني أنهم سجلوا هجومين بالأسلحة الحارقة استخدمتها قوات التحالف في قصفها على مدينة الرقة يومي 8 و 9 حزيران 2017، واستهدفت حيي السباهية والرومانية وهي المرة الأولى التي توثق فيها الشبكة استخدام قوات التحالف لهذا النوع من الأسلحة .
ويتابع”بحسب ما رصدناه فإن هجمات التحالف تسببت في دمار واسع في محافظة الرقة، وقد سجلنا خلال معركة الرقة مالايقل عن 81 هجمة استهدقت مراكز حيوية مدنية كالمستشفيات والجسور والمدارس بالإضافة الى مئات الهجمات التي استهدف أحياء سكنية
ويمكن أن نقدر نسبة الدمار الذي حلَّ في المحافظة والناتج بشكل أساسي من هجمات التحالف بقرابة 60 في المئة من البنى التحتية والأحياء السكنية”.
رسالة إلى التحالف الدولي
في حي المشلب بمدينة الرقة يعيش أبو إبرهيم وابنته الصغيرة، يتذكر تاريخ العشرين من أيار 2017 بشكل جيد، في ذلك اليوم دمرت غارة للتحالف الجوي منزله، و يوضح أبو ابراهيم في حديثه لـموقع تلفزيون سوريا أنه كان يعقد أملاً على التحالف الدولي ليخلص المدينة من سيطرة تنظيم الدولة، لكن ظنه خاب ويقول موجها كلامه للتحالف الدولي” ماذنبي كإنسان وأنا أرى أولادي يفزعون خوفاً من شبح الحرب الذي خيّم فوق سماء المنطقة، هل أنا ممن يستحقون الحياة ؟ هل أنا إنسان بالنسبة للتحالف ؟”
ويتابع” أقف عند كل زاوية من زوايا بيتي المدمر…هنا حلمت أن أفعل كذا وهنا حلمت كذا وهنا أكون كذا هكذا.. كنت أحفّز أبنائي لكي يبقوا صامدين أمام وجه الإرهاب أشجعهم وأقول لهم غداً سوف نقضي على الإرهاب ونعيش… المجتمع الدولي لن يتركنا هكذا لكنه.. قصف منزلي وقتل ابني وتسبب في بتر رِجل ولدي الثاني” .
لم يحذر التحالف الدولي المدنيين قبل استهداف مناطقهم كما نص عليه القانون الدولي، ويقول فضل الغني، إن قوات التحالف لم تتخذ الاحتياطات اللازمة لتلافي الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي تسببت بها، كما عمدت الى استهداف خطوط المواجهات بالتزامن مع قصف أحياء ومناطق سكنية تقع خلف خطوط الاشتباك،
ويؤكد عبد الغني أن الهجمات على ما وراء خطوط الاشتباك هي التي توقع الحصيلة الرئيسة من الضحايا المدنيين، ويضيف”كان على قوات التحالف توجيه تحذير للمدنيين قبيل تنفيذه الهجمات كما ينص القانون الدولي الإنساني واتخاد كل الإمكانيات لحماية المدنيين”.