أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها اليوم أن ما لا يقل عن 146 شخصا قضوا تحت التعذيب في سوريا في النصف الأول من عام 2018 بينهم 89 في شهر حزيران الماضي.
وأفادت الشبكة بأنها استندت في تقريرها إلى عمليات المراقبة المستمرة للحوادث والأخبار، وعلى شبكة علاقات واسعة مع عشرات المصادر المتنوِّعة، إضافة إلى الحديث إما مع معتقلين سابقين أو مع ذوي الضحايا أو أصدقائهم، الذين يحصل معظمهم على معلومات عن أقربائهم المحتجزين عبر دفع رشوة إلى المسؤولين الحكوميين.
وأشار التقرير إلى ارتفاع غير مسبوق في حصيلة ضحايا التعذيب خلال شهر حزيران الماضي، بعد أن علمت بعض أسر المختفين قسراً بوفاتهم أثناء مراجعتها لدوائر المعاملات المدنية أو عبر نشر تلك الدوائر قوائم اسمية للذين توفوا بسبب التعذيب دون تحديدهم سبب الوفاة ومكانها، إذ تركزت معظم هذه الحالات في محافظة حماة ومدينة معضمية الشام بريف دمشق.
وبحسب التقرير فإن 146 شخصا قضَوا بسبب التعذيب على أيدي الأطراف الرئيسية في سوريا منذ مطلع العام الجاري كان النظام مسؤولاً عن مقتل 133 شخصاً بينهم طفل واحد، في حين كانت فصائل المعارضة مسؤولة عن مقتل 4 أشخاص بينهم طفل، كما وثق التقرير مقتل 7 مدنيين على أيدي قوات الإدارة الذاتية، بالإضافة إلى شخصين بسبب التعذيب على يد جهات أخرى.
وسجَّلت محافظة حماة الإحصائية الأعلى من الضحايا بسبب التعذيب في النِّصف الأول من عام 2018، حيث بلغ عددهم 40 شخصاً، وتوزعت حصيلة بقية الضحايا على المحافظات على النحو الآتي:37 في ريف دمشق، 14 في كل من حمص ودير الزور، 11 في حلب، 10 في درعا، 6 في إدلب، 4 في كل من دمشق واللاذقية، 3 في الحسكة، 2 في الرقة، 1 في السويداء.
أما إحصائية شهر حزيران فقد توزعت على الشكل الآتي: 84 منهم قتلوا على يد قوات النظام السوري، و3 على يد قوات الإدارة الذاتية، و2 على يد فصائل في المعارضة المسلحة.
ووفقَ التَّقرير فإنَّ محافظة ريف دمشق سجَّلت الإحصائية الأعلى من الضحايا بسبب التعذيب في حزيران، حيث بلغ عددهم 34 شخصاً، وتوزَّعت حصيلة بقية الضحايا على المحافظات على النحو الآتي:33 في حماة، 5 في حمص، 4 في كل من اللاذقية ودير الزور، 3 في كل من حلب وإدلب، 1 في كل من الحسكة ودرعا ودمشق.
وفي تعليقه على التقرير قال فضل عبد الغني رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان“لا بُدَّ من تطبيق مبدأ “مسؤولية الحماية” بعد فشل الدولة في حماية شعبها، وفشل الجهود الدبلوماسية والسلمية كافة حتى اللحظة، ولا تزال جرائم ضدَّ الإنسانية وجرائم حرب تُرتكب يومياً في سوريا، وبشكل رئيس من قبل أجهزة الدولة نفسها”.