وتشكل الاعتداءات الجنسية أحد أساليب التعذيب التي تمارسها الأجهزة الأمنية بحق معارضي النظام السوري، لاسيما النساء منهم، منذ اندلاع الثورة السورية في آذار/مارس 2011. إذ “تشير تقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى ارتكاب قوات النظام السوري ما لا يقل عن 8,013 حادثة عنف جنسي بحق نساء، منذ آذار/مارس 2011 وحتى تموز/يوليو 2020، بينها قرابة 871 حادثة حصلت في مراكز الاحتجاز، وما لا يقل عن 443 حالة بحق فتيات دون سن 18 عاماً”، بحسب ما ذكر مدير الشبكة، فضل عبد الغني، لـ “سوريا على طول”.
ويعد استخدام النظام السوري للعنف الجنسي في سجونه “بمثابة سلاح حرب استراتيجي”، كما يلفت عبد الغني، “تمت ممارسته على نحو واسع ومتعمد، كما أعطُيت الصلاحيات لعناصره بممارسته من دون قيد أو محاسبة، وبموافقة ضمنية من الضباط المسؤولين”. والهدف من ذلك هو “إشاعة الذعر في المجتمع السوري الذي يعتبر محافظاً بشكل عام، في شكل من أشكال الانتقام، بغية تدمير النسيج الاجتماعي، وإجبار السكان على الفرار من مناطقهم، وكسر إرادتهم للاستمرار في مطالبهم بالحرية والديمقراطية”. مضيفاً أن “العديد من انتهاكات العنف الجنسي ارتكبت أيضاً على خلفية طائفية”.