“الاستراتيجية التي تتبعها روسيا ليست بالأمر الجديد، إذ سبق أن استخدمتها مرارًا في مختلف مناطق المعارضة بسوريا، بعد أن فرضت مع قوات النظام السوري حصارًا على تلك المناطق، انتهى بإعادة سيطرة النظام السوري على مساحات واسعة من البلاد، كانت خارج سيطرته قبل التدخل الروسي عسكريًا لدعم النظام في العام 2015.
مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، قال في حديث إلى عنب بلدي، إن الممرات الإنسانية من ناحية المبدأ أمر مطلوب وضروري، إذ إن توقف القتال وفتح الممرات يسمح للمدنيين بالخروج من مناطق القتال، وعدم بقائهم هدفًا للأطراف المتحاربة.
وأوضح عبد الغني أن فتح الممرات الإنسانية يكون قبل الهجوم على المنطقة، من خلال إنذار المدنيين الذين يريدون الخروج من مناطق القتال، وتقوم الجهات المسؤولة عن المنطقة التي يوجد فيها المدنيون بتأمين إجلائهم وتسهيل عبورهم وعدم منعهم من الخروج.
وأضاف أنه في الحالة الأوكرانية تأخّر فتح الممرات الإنسانية، لأن من المفترض فتحها قُبيل الهجوم على أي مدينة، وكذلك خلال المعارك، لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
أما في الحالة السورية فالأمر مختلف تمامًا، بحسب عبد الغني، مبينًا أن فتح الممرات الإنسانية تأخر جدًا في معظم المناطق السورية، حتى إن مناطق كثيرة لم تشهد فتح أي ممرات، في حين تعرضت مناطق أخرى لقصف عنيف على مدار أشهر، إضافة إلى حصارها بشكل مطبق قبل أن يتم فتح ممرات لا يمكن وصفها بـالإنسانية.
وبيّن عبد الغني أن الممرات التي أعلنت روسيا عنها في بعض المناطق في سوريا، هي ممرات تشريد قسري، كتلك التي فُتحت في حلب والغوطة الشرقية بريف دمشق ودرعا، بعد قصف المدنيين وسحقهم، عقب فرض اتفاقيات إجبارية لـالمصالحة.
وقال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إنه بناء على ما تعرّض له السوريون على يد قوات النظام السوري وحليفته روسيا، يمكننا القول إن فتح الممرات الإنسانية في أوكرانيا مختلف تمامًا عمّا جرى في سوريا، التي في الواقع لم تشهد وجود ممرات إنسانية بالمعنى الحقيقي، إذ كانت ممرات لمن نجا من القصف فقط”.