وفي قضية اعتقال الطبيبة رانيا العباسي، دهم فرع الأمن العسكري التابع للنظام منزلها في منطقة دمر على أطراف دمشق في التاسع من مارس/ آذار 2013، واعتقلها مع زوجها وأطفالهما الستة. ومنذ ذلك اليوم، انقطعت أخبار العائلة كاملة. والطبيبة من مواليد 1970، وكانت قد حققت مكانة علمية عالية، وحصلت على بطولة سورية والعرب في لعبة الشطرنج. لكنّ نظام الأسد لم يشفع لها عنده شيء ولا حتّى لأطفالها وزوجها، ولا يزال مصيرها مجهولاً بعد عقد على تغييبها وعائلتها قسراً في سجونه، ليبقى جرح المعتقلين السوريين في سجون النظام نازفاً.وتضاعفت أعداد المعتقلين والمفقودين منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد عام 2011، لتصل إلى نحو 156 ألف شخص، كما يقول مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني لـ “العربي الجديد”. ويوضح أن البيانات الموجودة لدى الشبكة تمثل “الحد الأدنى ممن تمكنّا من توثيقهم. ومن بين الـ 156 ألف معتقل لدينا 112 ألف مختفٍ قسرياً كمعتقلين لدى أطراف الصراع المختلفة، ومعظمهم لدى النظام السوري، أي 96 ألف مختفٍ قسرياً، بنسبة تصل إلى 86 في المائة من مجموع السوريين المختفين قسرياً”.