عقد مركز حرمون للدراسات المعاصرة، في مقرّه بالدوحة، يوم الاثنين 15 تموز/ يوليو 2024، جلسة حوارية لمناقشة التطورات الأخيرة في مسار التطبيع التركي مع نظام الأسد، والتصعيد ضد اللاجئين السوريين.
شارك في الجلسة الحوارية نخبة من السياسيين والباحثين السوريين، وتناولت المداخلات والنقاشات محورين أساسيين:
أولًا: الحملات ضد اللاجئين السوريين في تركيا والغضب الشعبي في شمال سورية
خصص المحور الأول في اللقاء الحواري لبحث حملات التحريض والعنف ضد اللاجئين السوريين وممتلكاتهم في مدينة قيصري وامتدادها إلى غيرها من مدن تركيا، مطلع تموز/ يوليو الجاري، وما تبعها من غضب شعبي واحتجاجات في شمال سورية.
رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني افتتح جلسة الحوار بإحاطة استعرض فيها أبرز التطورات في سياق التصعيد ضد اللاجئين السوريين في تركيا، وخيارات مواجهة مخاطرها، مشيرًا إلى عدم اعتماد صانع القرار التركي سياسات لإدماج السوريين اللاجئين في تركيا، والاستفادة منهم في سوق العمل على نحو منظّم، وإلى الآثار السلبية لصعود الخطاب الشعبوي في المشهد السياسي التركي على أوضاع اللاجئين، مشددًا على ضرورة تنسيق جهود السوريين لإدارة حوار بنّاء مع المؤسسات التركية، بهدف مناقشة وضع سياسات واضحة لقوننة الوجود السوري، وعدم الاستثمار السياسي في ملفّ اللجوء السوري، ولا سيما في ظل تصاعد الحديث عن تطبيع العلاقات التركية مع النظام السوري.
واستعرض المشاركون دوافع التوتر في مناطق الشمال السوري، وأسباب الحراك الشعبي الذي جاء ردًا على تصاعد حملات الاعتداءات على السوريين وممتلكاتهم في تركيا، وناقشوا توصيات ومقترحات لتسليط الضوء على معاناة السوريين في بلدان اللجوء، وتوضيح حقيقة عدم توفر البيئة الآمنة لعودتهم، وتنظيم جهود توفير الحماية القانونية للاجئين السوريين من عمليات إعادتهم وترحيلهم قسريًا، قبل التوصل إلى حل سياسي عادل للقضية السورية يضمن لهم عودة كريمة إلى بلادهم.
ثانيًا: مسار التطبيع التركي مع النظام السوري
افتتح الحوار في هذا المحور بمداخلة تحليلية قدّمها د. حسام الحافظ، حول دوافع الحراك التركي المتسارع نحو التطبيع مع النظام السوري وفرص نجاحه وآثاره على القضية السورية، مستعرضًا أبرز العوامل المتعلقة بالاستقطاب السياسي الداخلي بين الأحزاب التركية، ومركزية قضية اللجوء السوري في خطاب هذه الأحزاب، وسعيها لاستقطاب الناخبين من ذوي القومية والشعبوية، إضافة إلى السياق الإقليمي والدولي، وسياسات الاستعداد لليوم التالي في حال انسحاب القوات الأميركية من سورية، ومدى استجابة تركيا للضغوط الروسية لإنجاز خطوات في مسار تطبيع علاقات أنقرة مع النظام في دمشق، ومدى قدرة ورغبة النظام السوري في الاستجابة لاستحقاقات التطبيع مع تركيا، وتحديات المطالب الأمنية والسياسية.
وتناول المشاركون بالنقاش دوافع تسارع الوساطة الروسية والعراقية لإعادة العلاقات التركية مع نظام الأسد، ودعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بشار الأسد لعقد اجتماع معه “في تركيا أو في دولة ثالثة”، وردود النظام السوري على هذه الدعوات، والدور الإيراني في دفع هذا المسار أو عرقلته. واستعرض المشاركون في اللقاء فرص إمكانية حدوث تقدّم في تطبيع العلاقات التركية مع النظام السوري، والتحديات التي تشكل عقبات بمواجهة الطرفين على هذا الصعيد، والآثار والتداعيات المحتمل حدوثها على القوى السورية المعارضة واللاجئين والنازحين في الشمال السوري، في حال توصّل تركيا والنظام السوري إلى تفاهمات لإحياء علاقاتهما.
توصيات
ناقش المشاركون أفكارًا ومقترحات حول خيارات قوى الثورة والمعارضة السورية في مواجهة هذه التطورات، ومنها ضرورة العمل على تنظيم عمل المؤسسات السياسية المعارضة وإيجاد حوامل سياسية واجتماعية، تعمل على الأراضي السورية كافة، وتضمن استقلالية القرار السوري والدفاع عن مصالح السوريين.