أوضح مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، لـ”العربي الجديد”، أن الشبكة وثقت حتى اللحظة مقتل 72 شخصا في حصيلة أولية، مؤكدا أن عمليات التوثيق والتحقق من هويات القتلى تحتاج إلى مزيد من الوقت، لافتا إلى أن الوضع معقد ولا يوجد ضبط دقيق لأعداد الضحايا.
وأضاف عبد الغني أن “ما يجري في المحافظة محزن على جميع الأصعدة”، مشيرا إلى أن هذا الوضع كان متوقعا، وأنه أوضح ذلك منذ الأشهر الأولى عند إصدار رؤية الشبكة حول الانتقال السياسي في سورية، حيث شدد على ضرورة الانتقال “من شرعية ثورية إلى تعددية سياسية”، وأن يكون جوهر العملية الانتقالية تشاركيا. وتابع عبد الغني: “صحيح أن القوى العسكرية قد تستمر في الحكم عبر القوة والسيطرة، ولكن هذا الأمر لا يصب في مصلحة أي طرف، حتى الجهة المسيطرة ذاتها. وقد قلنا مرارا إن هذا النهج ليس جيدا، وتداعياته السلبية واضحة”.
ويرى عبد الغني أن من الأفضل أن تقوم الجهة المسيطرة بالتنازل لصالح المشاركة الوطنية، بحيث يشعر الجميع بأنهم ممثلون في هذا الحكم الجديد. فالمراحل الانتقالية بطبيعتها يجب أن تبنى على التعددية والتشاركية. وأردف: “كيف يمكن أن أشارك إن لم تكن هناك أحزاب؟ في هذه الحالة، يمكن الاستعانة بممثلي التيارات الموجودة حاليا من العشائر، والأعيان، والطوائف. فهذه الطوائف والإثنيات تمثل مكونات مجتمعية، ولا يُقصد بها الأعراق أو الأديان فحسب، بل هي اليوم كيانات سياسية أيضا”.
ويرى مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن “هذه المكونات ليست ممثلة سياسيا، بسبب غياب الانتخابات ومجلس الشعب، وانعدام وجود أحزاب تعبّر عن هذه الفئات وتوصل صوتها. لذلك، من المفترض أن تقوم الجهة المسيطرة بإشراكها في العملية السياسية. لكن هذا لم يحدث، وهنا تكمن جذور المشكلة، التي هي سياسية في جوهرها”. وأضاف: “لو حصلت اتفاقات وتفاهمات وإدماج حقيقي لهذه المكونات في مؤسسات الدولة، لكان بالإمكان إشراك الجميع في صياغة الإعلان الدستوري، وفي تشكيل الحكومة، وفي مجلس شعب يتم انتخابه بطريقة نظامية وشرعية. بهذه الطريقة فقط يمكن تخفيف التوتر القائم بين السلطة وبين مكونات المجتمع المختلفة: من دروز، وأكراد، وعلويين، ومسيحيين، وحتى من السنة، الذين شارك عدد كبير منهم في الثورة، ويشعرون اليوم بأن تمثيلهم ناقص، رغم مساهمتهم الأساسية وخبراتهم وانشقاق بعضهم، فضلا عن دورهم في القوى العسكرية”. وشدد المتحدث ذاته على أن “الدمج القائم على القوة والسيطرة وحدها يؤدي إلى المواجهات العسكرية المؤسفة التي نشهدها اليوم، وهذا هو أصل المشكلة”.