“بات انتشار المشردين من مختلف الأعمار والفئات في شوارع المدن الخاضعة لسيطرة نظام أسد، ظاهرة تعكس الواقع المأساوي للسوريين اليوم، في ظل غياب المؤسسات الرسمية والإنسانية المعنية بتأمين مأوى للمشردين ومساعدتهم، ما جعلهم عرضة للموت والاستغلال.
يقول (مدير الشبكة السورية) فضل عبد الغني: إن نظام أسد يسخر جميع الموارد في دعم الجانب الأمني والعسكري، فمن يقوم بتشريد الأطفال والعائلات، بالتأكيد لن يبادر إلى تنفيذ إصلاحات مجتمعية، خاصة وأنه يعتبر نفسه غير معني بهذا النوع من الأزمات.
ويوضح فضل عبد الغني (مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان)، أن غالبية الأطفال والمشردين في الداخل السوري هم من النازحين والذين أجبروا على ترك منازلهم، وهذه الشريحة تعتبر اليوم أفقر فئات المجتمع وأضعفها، ما يجعلهم عرضة لمختلف أنواع الاستغلال.
ويضيف؛ دائماً ما تكون هذه الفئة عرضة للابتزاز، حيث يضطر الكثير من الأطفال لمزاولة التسول، فيما يقع غالبيتهم ضحية الانخراط في أعمال شاقة ومجهدة واستخدامهم في التجارة والترويج للمخدرات، وهذه تندرج ضمن أسوأ أنواع عمالة الأطفال، فضلاً عن الابتزاز الجنسي الذي يتعرضون له.
ويعتبر عبد الغني، أن هذه العوامل ناجمة عن الفقر الشديد وغياب المتابعة الرسمية لهذه الشريحة من المهمشين، وانعدام العملية التعليمية وبرامج إعادة التأهيل، الأمر الذي يجعل المجتمع أمام مشاكل وأزمات مستقبلية من تفشي الجهل والأمية وتحول شريحة واسعة منهم إلى مجرمين والخارجين عن القانون