قال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، إن الشبكة وثّقت عشرات الانتهاكات المروّعة التي ارتُكبت اليوم بحق أبناء عشائر البدو في محافظة السويداء، محذرًا من خطورة ما يجري على المستوى الإنساني والاجتماعي في جنوب سوريا.
وأكد عبد الغني في تصريح صحفي، أن ما تم رصده من قبل فريق الشبكة “فظيع جدًا من الناحية الإنسانية”، مشيرًا إلى أن الانتهاكات شملت أعمال قتل وتعذيب وخطف وتهجير قسري، نفّذتها جهات محلية مسلحة ذات طابع طائفي، وسط تواطؤ أو غياب للسلطات المحلية.
وأضاف أن الشبكة وثّقت أيضًا عمليات نزوح جماعية لعائلات تنتمي إلى عشائر البدو، فرّت من مناطق الاشتباك والتوتر، لا سيما في الريف الغربي لمحافظة السويداء، بعد موجات عنف ممنهجة استهدفت الأحياء السكنية والمعابر المحلية، الأمر الذي أدى إلى تهديم عدد من البيوت، وتدمير ممتلكات خاصة، فضلاً عن بثّ الرعب في نفوس المدنيين، وتهديد سلامتهم.
وأشار عبد الغني إلى أن طبيعة الانتهاكات التي تم تسجيلها قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، بحسب القانون الدولي، داعيًا إلى ضرورة فتح تحقيقات مستقلة وفورية، وتحميل الجهات المسؤولة كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عمّا يحدث.
كما شدد على أهمية التحرك العاجل من قبل المنظمات الحقوقية الدولية، والأمم المتحدة، لوضع حدّ لتصاعد الانتهاكات الطائفية في المنطقة، والعمل على حماية السكان المدنيين من التهجير القسري، ومحاسبة مرتكبي الجرائم.
واختتم مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان تصريحه بالتأكيد على أن تجاهل هذه الانتهاكات من شأنه أن يفتح الباب أمام مزيد من الفوضى والانقسام الأهلي، ويقوّض جهود بناء الاستقرار بعد سقوط النظام السابق في سوريا.